الاثنين، 4 مارس 2013

مناطيد بشرية



قد يكونون بهذا الحجم ولكن من الداخل فراغ فقط

نجدهم في كل مكان ، مكانهم الدائم هو الواجهة ، يحبون الظهور أمام الناس بأي شكل من الأشكال ، وظيفتهم الأساسية هي تلميع صورتهم ، هذه صور لنوعية من الناس همها الدائم و الذي تسعى الحصول عليه بشتى المجالات هو جذب الانتباه .


قد  تكون لمثل هؤلاء دراسات  في علم  النفس و لكن ببروزهم الكبير في المجتمع يمكن القول  بمقترح  تخصيص قسم كامل من علم النفس لدراسة هذه الفئة و تحليلهم نفسيا ، فشغلهم الشاغل هو كلام الناس عنهم و كيف يكون الظهور اللامع  والمميز والراق حتى لو إختلف ذلك مع مكمونهم الداخلي بشكل كامل .

يعشقون المظاهر ، بل ويعبدونها عبادة ، فتراهم يحبون الظهور بالشكل الراقي و كأنهم يحسبون إن الرقي هو بالشكل و المظهر ، فيكونون شديدي الإهتمام بأنفسهم و بمن يصورهم و يظهر لهم على أنهم النخبة و الطبقة المبدعة في المجتمع حتى وإن يكونوا غير ذلك إطلاقا.

يمكن وصفهم بأصحاب العضلات ، لأن شغلهم الشاغل عو في إبراز عضلاتهم و تنميتها ، فتراهم يضخمون كل عمل يقومون به و إن كان بسيطا جدا  ، بل ويصل بهم الأمر إلى نسب الأعمال لأنفسهم و إن كانت لأخرين فقط لكونهم ساهموا فيها ، حتى عند تأدية خدمة ما تجدهم يذكرون الأخرين بها مرارا وتكرارا حتى تحس بأن ما فعلوا كان بطولة وليس خدمة .

عادة ما تجدهم يتسلقون على اكتاف الاخرين  ليكونوا هم البارزين ، متكلمين أكثر مما هم منجزين إن كانت لهم إنجازات أصلا .
شبهتهم بالمناطيد ، فهي كبيرة و بازرة للعيان حتى ولو بعدت المسافة عنها ، تراها في العلو محلقة ، ولكنها فارغة مجرد غازات خفيفة قابلة للإشتعال ، و تجد في أسفلها من يشعلها و يجعلها ترتفع ، فهم كالمناطيد و من يطبل لهم هم النافخون فيهم ، فقد يملؤنهم بمديح زائد يؤدي إلى إنهم يصدقون بإنجازاتهم و قد تخرج الأمور عن السيطرة أو الإنفجار .
قد نفكر بأن ننصحهم أو نعاتبهم أو حتى نجعلهم يقفون عند حدهم ، ولكن سنواجه بما هو أسوء ، كبريائهم الوهمي و زهوهم الزائل الذي لا يكون إلا عن فراغ مملؤ بوهم قد يؤدي للإنفجار يضر بمن حوله و بالأخص النافخون لهم ، فدعهم للايام  فهي من تظهر معادن الرجال .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق