لا يكاد يمر يوم واحد في حياتنا إلا و نكون بسيرة الأجداد ، نعيش كل يوم على مأثرهم ، فتارة نزور المتاحف لنرى صنعتهم – إن كنا نفكر بزيارة المتاحف- و تارة نقرأ كتبهم و سيرتهم و نتغنى بأشعارهم ، بل و يأخذنا الحماس بالإعمال الفنية التي تتباهى بسيرتهم حتى نسينا من نحن أمامهم و كأن طريقنا قد رسم من قبلهم.
لو ركزنا قليلاً لرأينا بأن حياتنا و تقاليدنا كلها مقتبسة منهم ، فكل ما نفكر به من إنجاز فهو منهم ، نفتخر بهم و ننادي بنتاجهم العلمي و العملي و تراثهم و حضارتهم ، بل إن كثرة التباهي بهم جعل ماضينا يطغى على حاضرنا ، فكم ذاق طلابنا ذرعاً بكتب تأريخنا المتنوعة اللامنتهية بسيرتهم.