السطو الفكري أفة تجتاح الإنترنت |
نعلم
جميعنا عن السطو ونتائجه السلبية وما يترتب عليه من تبعات قانونية ، لكن ماذا نعرف عن " السطو الفكري "؟
حيث
كان لسهولة امتلاك أجهزة الحاسوب
المختلفة و انتشار الإنترنت والدخول لوسائل التواصل الاجتماعي المختلفة
مقارنة بالفترات السابقة عوامل مهمة في انتشار ظاهرة السطو الفكري ، حتى وإن كان
قد انتشرت بشكل واسع في الآونة الأخيرة ، فطريقة النسخ واللصق
لا تأخذ من
المجهود شيئاً سوى ثوان معدودة فقط لتتم عملية " السطو" على المعلومة، و
يمكن إدراج عمليات القرصنة ضمن هذه التسمية إلا إنها تأخذ مجرى " الإجرام
" أكثر من كونها "سرقات".
وقد
لفت انتباهي صديقي حول الموضوع بما قاله أستاذه الجامعي حول بعض طرق أخذ المعلومات
و منها "النسخ والسلخ و ألمسخ " ، "
فالنسخ " هو أ يأخذ الشخص المعلومة كما هي وينسبها لنفسه ، و "السلخ "
هو أن يأخذ الشخص جزءاً من المعلومة و ينسبها لنفسه ،و " المسخ " هو أن
يحول الشخص المعلومة لشكل أسوء مما هي عليه و ينسبها لنفسه .
و
مع اختلاف الآراء حول هذه الظاهرة ، فالمؤيدون لهذه الظاهرة إستندوا على إن كل ما
يكتب في الإنترنت هو قابل للنسخ ، و تحججوا بأنها تساعد على الانتشار الواسع لهذه
الظاهرة ،وإن الشباب الان يمتلكون وسائل
كثيرة يمكن من خلالها إنتقال المعلومات بشكل واسع جداً ، و إن الكثير من ما ينشر
هو للتسلية و المرح .
في
حين يؤكد المعارضون على خطورة هذه الظاهرة بكونها أكثر من مجرد "تسلية"
، فالكثير من المجهود التي تبذل للصناعة الأفكار و البحوث والخواطر تضيع من
أصحابها و تضيع حقوقهم مما يقضي على عملية الإنتاج الفكري ، علاوة على إن النسخ و
اللصق المفرط يؤدي لضياع فكر الناسخ الشخصي ، بل و يقتل حالة الإبداع في المجتمع ،وتكمن
الخطورة في إن عملية النسخ واللصق و سرعة الإنتشار يمكن أن تساعد على نشر "
الشائعات" الكاذبة في المجتمع ،و هناك أشخاصاً بدأوا بالظهور في المجتمع بما
ينشرونه من أفكار متنوعة و كثيرة و هم في الحقيقة "لصوص كيبورد"
.
و
حول سرعة الإنتشار كان لي موقف طريف في العام الفائت حول حدث كتبت حوله بضع كلمات هزلية ، لأتفاجأ
بها تنتشر بشكل كبير جداً في مختلف وسائل التواصل الإجتماعي ، بل و نسبها البعض
لنفسه ، و كل ذلك بمجرد سويعات بسيطة!! ، كما أشرت سابقاً الموقف طريف ولكن يمكن
أن لا يكون كذلك لو كانت معلومة مفيدة او خاطرة من القلب ، عندها تتحول المسألة
لمسألة سطو فكري بالإكراه .
جميل أن نساهم في نشر إبداعات الأخرين و إيصالها إلى الجميع ، ولكن لا يكون
على حساب إبداعنا و لا على حساب جهدهم ، فحتى وسائل التواصل الإجتماعي كالنشر في الفيسبوك"share" ,و إعادة التغريد في تويتر "retweet "و غيرها الكثير من
المفاتيح الموجودة في مختلف الوسائل ، جميعها تساعد على النشر بلا حاجة إلى السرقة
، و الأجمل من ذلك أن نبدع بانفسنا فكلمات معدودة من إبداعنا يمكن ان تنال الإعجاب
أكثر من جمل و مقالات كثيرة منسوخة
الصورة منقولة من مدونة عواميد الرابط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق