الجمعة، 13 أبريل 2018

في وداع الخيال

قيل حينما تترك خيالك فإن الطفل الذي بداخلك سيشيخ فجأة ! و ستشعر بأنك كبرت عشرات السنين في ليلة واحدة بل ساعة قرار نهاية مخيلتك.
قد يستغرب البعض هل ثمة من يتخيل في هذه الأيام ؟ - يتسائلون بتجهم - أوليست المخيلة من أفعال الطفولة ؟
بالفعل إن المخيلة من أفعال الطفولة، ويالها من أفعال رائعة ، فحين يكون الطفل الذي بداخلك متحمساً و متغذياً بالخيال ، فإنك لن تشعر بعمرك يزيد ولو قاربت الخمسون على البلوغ.

ولكن حينما تربط خيالك بواقعك و تفترض إنه سيكون جزءاً من مستقبلك ، و أن تربطه بعمر معين و تصحو و انت تعبر هذا العمر يكون كمن حشر مخيلته حشراً لا مفر من الانحشار فيه .

فيا صاحبي إن ربطت مخيلتك بواقعك فحاول أن تكون واقعية ، و هنا ستتحول من الخيال إلى الحلم ، مبروك ، لقد كبرت فجأة ! فالأحلام هي للكبار و هي التي قد تدفعك إلى الجنون و قد تتحق أو لا تتحقق - على مقدار "شطارتك" - و قد تشغلك بحيث تنسى الواقع
و خيالك يا صاح هو ملكك ، عالمك الموازي ، جنونك و طيشك الخاص بك ، فإنتبه عندما تحوله إلى حلم ، فأنت تحرم نفسك مماهو ملكك .
ولكن عليك أن تحلم ، فبحلمك يكون الطموح و الطريق ، و إياك أن تبالغ أو ان تجعله مادياً تافهاً لا يتعدى بضع وريقات خضراء ، إجعله أسمى .. حينها يكون حلمك ما يستحق أن تعطيه جزءاً من خيالك ، و لا تعطيه كله.

و هنا تشعر أيضاً بأنك كبرت فجأة و أصبحت في واقع ليس من صنعك ، حاول تقبله فإنها الحياة .
أكتب و قد تفتحت طلائع شعرات الشيب منذرة المخيلة بالرحيل و منذرة الحلم بأن وقته أصبح محدوداً و الواقع أصبح أصعب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق